Category: All categories

حدثيني

حَدِّثيني عن سِرِّ قلبِك...؟ قبل ان تسأليني عن سري


إني أمتنع عن الإنشاد اذا أردتِ، وعن النظر إليكِ إذا كنتُ أَرعبُ قلبكِ ،
وعن زيارتكِ إذا كنتُ أُزعجكِ، وعن دخول حديقتك عند اقتطافكِ
الورد إذا كان وجودي يُخجلكِ، وعن توجيه زَورقي إلى
سواحلكِ إذا كانت مجاذيفي تعكّرُ صفاء مياهك.
***
لاتُخفي عنّي سرّ قلبكِ ! اكشفي عنهُ لي وحدي وحسب،
أنا صديقكِ المخلص الأمين !
حدثيني عنه بعذوبةٍ كما لو كنت تبتسمين فيسمعكِ
قلبي دون أُذني . الليلُ عميق ، والبيت في سكون ، والكرى يغمُر
أعشاش العصافير !
اسرعي ، حدثيني بتلك اللهجة الباكية ، والابتسامة الخجولة ،
والحياء العذب ، والألم المستحبّ، عن سرّ قلبك!
***
أنا لكِ كالليل يازهرتي !
لا أستطيعُ أن أعطيكِ سوى سكوني المتدثِّر بظلماتي .
وعندما تفتحين عينيكِ صباحاً أدفعكِ إلى عالمٍ زاخرٍ بطنين النَّحل وأغاريد الطيور.
وآخر شيءٍ أتحفكِ بهِ دَمعةٌ أسكبُها على زنبق فتوَّتكِ!
وهذه الدمعة تُبعدُ عنكِ أشباحَ اللّيل ، وتقيكِ حرّ النهار!
***
لقد كنتِ ماثلةً في أَفياءِ صدري ، ولذلك لم أكنْ أهتدي إليكِ .
ومع انكِ كنتِ تشغلين أحلَامي ، وتتفيَّئِين ظلال حبّي ،
فقد تواريتِ بعيداً عنّي كما يتوارى الخيال وراءَ سجف الحياة.
كنتِ أمنيَّة شبابي الملحّ، وكنتُ أنا أسعى ثملاً وراءَكِ
كَما تسعى النحلة وراء شذا الأَزاهير ،
ولانشغالي بغبطتي سَهوتُ عن مرأى غبطتك.
كنتِ تُزيّنين لي روائع الوجود ،
أما أنا فلَمْ اكن أَصنع من تلك الزينة سوى دمى وتماثيل.
***
لقد أَزاحت نسائم الصبَاح ستائر الرقاد عن عينيَّ ،
فأَبصرتُ مسحوراً انَّ الاسم الذي تدعينَني به كان مرسوماً
على أَزاهير نيسان وأوراقه ...ومع ذلك بقيتُ واجماً في
مكاني ، غافلاً عمَّا يحيقُ بي من رَوعةٍ وجمال!
***
لقد تقطَّعت الأوتارُ التي كانت تمزجُ أناشيدي بأَناشيدكِ ،
فشعرتُ أنَّ هبَّات فجركِ تتناوَح في أناشيدي التي لم تُنْشَد ،
وتتماوج على رسومي التي لم تُرسمْ ،
فافتكرتُ أنك أنِطتها بأقدامكِ ولبثتُ في مكاني شاخصاً أتأمل!
***
عندما تُنيرين مصبَاحكِ في حَلَكِ السماء يغمرني نورهُ ويبهرني فلا أراكِ.
ولكن عندما تضطَرمُ نارُ الحبّ في قلبَكِ
تمسين شعلة ً أهتدي بضيائها طيَّ الظلمات!
***
عندما قذفتني أَحشاء الغيب فكرةً هيوليَّة
اجتمعت الكائنات حولي لتخرجني هيكلاً ينبض بالحياة .
قبلّتني النجوم بأشعَّتها فاستيقظتُ ،
ونفثتْ أزاهير الفصول الهاربة طيباً في فمي فتنفَّستُ ،
وأنشدَت المياهُ والأَعاصير أغنيتَها في أُذنيَّ فتحركتُ ،
وسرَتْ هينمة النسيم في مفاصلي فاختلجتُ ،
وظلّتْ موسيقى الكائنات تُدغدغني بأنغامها المنعشة إلى أن تكَوَّنتُ!
***
إنَّ حبَّنا يامنيتي ليس ألعوبة نلهو ُ بها .
كم مرَّةٍ انقضَّت عليَّ الزوبعة في الليالي المدلهمة وأطفأتْ مصباحي !
وكم مرّةٍ تراكمت عليَّ الشكوك وغيَّبتْ مافي سمائي من نجوم !
وكثيراً ما حمَل الطوفان قطافي مطّوّحاً به في تعاريج الجداول!
في تلك الساعات كان صياحُ اليأْس القاتل
يتردّد في فضاء نفسي بصَورةٍ مشجِية!
***
أيَّتها الغمَرات المتراقصَة على مبَاسِط الفضاء ،
والحاملة في ثنْاياها معاني الحياة وأسرار الفناء !
انك تتلاطمين بدون أنقطاع على شواطىء نفسي .
وكَما تزدهي الألوان في الربيع وتشحَب في الخريف
هكذا الحياة تَينَع ثم تذبل في تنقّلها بين المهد واللّحد!
فيا أيَّتها الامواج المتقَلِّبة أبداً
ان طائر قلبي يبسطُ جناحيه إليكِ وهو يشدو فرحاً !
***
إنَّ الحياة الخالية من الحبّ هي صحراء قاحلة لاظلَّ فيها ولاماء.
فالقلبُ الخالي من الحبّ لايشعر بجمال الوجود ومجد الحياة .
فالحب كان ومابرحَ تلك القوَّة العظيمة التي تصل الأرض بالسماء.
Author: mohamedCreation date: 27.09.2012, 17:34:08
Rating: 3 (1 votes), Views: 192317


Comments

Pages : [1] 2 Next

1 16.02.2018, 12:11:38
20

1 16.02.2018, 12:11:34
20

1 16.02.2018, 12:11:15
20

1 16.02.2018, 12:11:11
20

1 16.02.2018, 12:11:09
20

1 16.02.2018, 12:09:37
20

1 16.02.2018, 12:08:55
20

1 16.02.2018, 12:07:46
20

1 11.05.2017, 13:19:55
20

1 11.05.2017, 13:19:17
20


Pages : [1] 2 Next